سبب وفاة الأميرة هناء بنت عبدالله بن خالد بن عبدالعزيز آل سعود
في يوم الأثنين الماضي، تلقينا خبراً محزناً عن وفاة الأميرة هناء بنت عبدالله بن خالد بن عبدالعزيز آل سعود، إحدى أعضاء الأسرة المالكة السعودية، التي كانت تعرف بحبها وعطائها وإخلاصها لوطنها وشعبها. في هذه التدوينة، سأحاول أن أستعرض بعض محطات حياتها وإنجازاتها ومواقفها التي تظهر شخصيتها النبيلة والمؤثرة.
ولدت الأميرة هناء في عام 1978 في مدينة جدة، وتلقت تعليمها الابتدائي والثانوي في مدارس خاصة، ثم انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية لإكمال دراستها الجامعية، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في الإدارة من جامعة جورج تاون في واشنطن. كانت تهتم بالقضايا الإنسانية والثقافية والتربوية، وشاركت في العديد من المؤتمرات والمنظمات المحلية والدولية التي تعنى بهذه المجالات.
كانت الأميرة هناء من المؤسسين والأعضاء الفاعلين في مؤسسة الملك خالد للأعمال الخيرية، التي تهدف إلى دعم التنمية المستدامة والمسؤولية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية. كما كانت رئيسة مجلس إدارة مؤسسة هناء للأطفال، التي تقوم بتقديم المساعدات والخدمات للأطفال المحتاجين وذوي الإعاقة والأيتام. كانت تولي اهتماماً خاصاً بالفتيات والنساء، وتشجعهن على التعليم والابداع والمشاركة في المجتمع.
لم تكن الأميرة هناء مجرد شخصية خيرية، بل كانت أيضاً شخصية فنية موهوبة، فقد كانت تحب الشعر والغناء والرسم، وأصدرت عدة دواوين شعرية وألبومات غنائية، كما شاركت في بعض المعارض الفنية. كان لشعرها وأغانيها روح إصلاحية وإيجابية، تحث على الحب والسلام والتسامح. كان لرسوماتها طابع خاص يجمع بين التقليدي والحديث، يعبر عن هويتها وثقافتها.
رحلت الأميرة هناء عن عالمنا بعد معاناة مع المرض، لم تكشف عن تفاصيله، ولكنها أظهرت صبراً وإيماناً بقضاء الله وقدره. صلي عليها في مسجد الأمير سعود بن سعد بن عبدالرحمن في جدة، ودفنت في مقبرة الشهداء. تركت خلفها ذكرى طيبة وإرثاً عظيماً لكل من عرفها أو استفاد من عطائها. نسأل الله أن يتغمدها بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته، وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.