من سوف يسيطر على فضاء الإنترنت بحلول العام 2022 بعد اعلان مشروع Athena
معلومات قد تسمعها لأول مره
بعد أن وافقت هيئة الإتصالات الفيدرالية FCC في شهر مارس الماضي على مشروع Starlink التابع لشركة Space X بقيادة مديرها التنفيذي إيلون ماسك لتقديم خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية بسرعات هائلة وأسعار رخيصة لتكون أول خدمة إنترنت تعمل على نطاق كوكب الأرض، هاهي اليوم فيسبوك تعلن عن مشروع “Athena” لتقديم خدمة الإنترنت عبر أقمار صناعية خاصة بشركة فيسبوك. لا ننسى بالذكر عملاق التكنولوجيا الكوري Samsung والذي صرح بإطلاق مشروع مشابه بتقديم خدمة الإنترنت العالمي عبر أقمار صناعية تابعة لها، لتبدأ حقبة جديدة للسيطرة على فضاء الإنترنت على مستوى الكرة الأرضية.
من ناحية آخرى، تتناول أهم المواقع والمدونات العالمية باهتمام أخبار تقنية الجيل الخامس للإتصالات 5G والتحرك الجاد من قبل رواد الإتصالات حول العالم (مثل فيرايزون، هواوي، AT&T وفودافون) لإطلاق تقنية الجيل الخامس رسمياً في حلول العام 2022 والتي وعدت بتقديم سرعة تصل إلى 1 Gbps للمستخدم، وهي سرعة خرافية!! وقد أعلن كلاً من فودافون وهواوي أنهما قد حققا إتصال 5G تجريبي بنجاح عبر شبكة فودافون بريطانيا.
أيضاً، بعد قرار إلغاء قانون حيادية الإنترنت مطلع العام 2018، برزت العديد من الخطوات المضادة لهذا القرار كنشأة أكثر من 175 شركة مزودة للإتصالات مصغرة ISP في الولايات المتحدة الأمريكية والتي يمتلكها المجتمع والمدعومة من قبل منظمة مجتمع الإنترنت “Internet Society”، هذه الشركات تعتمد بشكل كبير على تقنية الواي فاي والقليل منها يعتمد على تكنولوجيا الفايبر أو الألياف الضوئية. هذه الشبكات لاقت حرباً ضروساً من قبل عمالقة تزويد خدمة الإنترنت في الولايات المتحدة مثل فيرايزون و AT&T، خصوصاً أن هذه الشبكات المجتمعية استطاعت تقديم سرعات فاقت سرعات الـ LTE الحالية ووصلت إلى مناطق ريفية لم تستطيع كبريات الشركات تغطيتها.
بحسب المختصين في مجال الإتصالات، فإن تقنية الـ 5G تمتلك اليد العليا بسبب رخص تكاليف أجهزة إستقبال الخدمة الخاصة بالمستخدمين (CPE) لأنك معدات إستقبال الإنترنت الفضائي من الأقمار الصناعية قد تكون مكلفة جداً على الأفراد. لكن لا نعلم ما تخبئه SpaceX وفيسبوك، فقد توفر حلول مستخدمين أقل تكلفة. ويبدو تخوف مزودي خدمة الإنترنت الحاليين جلياً من ماهو قادم من الفضاء خصوصاً بعد أن وعدت SpaceX بسرعات تصل إلى 1000 Gbps، فشركات مثل فيرايزون و AT&T بدأت في السيطرة على سوق لا يستهان به من حقوق بث بعض البرامج التلفزيونية والمسلسلات والعروض الرياضية والتحول لمزود الخدمة الترفيه بالإضافة إلى تزويد خدمة الإتصالات، وهي تبدو كخطة “ب” في حال فشلت هذه الشركات من ماهو قادم من الفضاء، لكنها ستدخل في خط النار مع عملاق يسيطر على أكثر من 60% من سوق الترفيه في العالم، وهو نتفيلكس، أيضاً أمازون برايم الذي يمتلك حوالي 15% من هذا السوق.
بالعودة إلى شبكات المجتمع “Community Networks” والتي تعتمد على تغطية ولايات كاملة عبر تكنولوجيا الواي فاي وحققت نجاحات هائلة. فالأمر لا يقتصر على الولايات المتحدة فقط، فشركة جيرافي في إسبانيا استطاعت تغطية أكثر من 50% من مساحة إسبانيا عبر شبكات واي فاي عملاقة مدعومة بالألياف الضوئية. وهي أكبر شبكة مجتمعية في العالم. طبعاً سبب التسمية “شبكة مجتمعية” هي أن المواطنين يمتلكون جميع معدات الاستقبال بينما توفر الشركة خدمة الإنترنت ومحطات الإرسال الرئيسية. لا نعلم ما هي السرعات الهائلة التي ستصل إليها تقنيات الـ Wi-Fi في العام 2022، بحلول 2019، أي في القريب جداً، ستصل سرعة معيار الشبكات 802.11ax إلى أكثر من 10 Gbps على الترددات 2.4/5 Ghz.
وللإجابة على السؤال المطروح كعنوان لهذه التدوينة، تظهر أمامنا العديد من الإحتمالات:
- – هل ستساهم تقنية الـ 5G في استمرار السيطرة على قطاع الإنترنت من قبل عمالقة الإتصالات الحاليين؟
- – هل ستطيح الشبكات المجتمعية بمزودي الإتصالات الحاليين، وذلك بالاعتماد على إنترنت الفضاء كمزود رئيس للإنترنت لها، خصوصاً أن الشبكات المجتمعية توفر تكاليف استقبال إنترنت الفضاء بشكل رهيب بالإضافة أن خدمة الواي فاي تتطور بشكل رهيب؟.
- – هل ستعمل شركات تزويد إنترنت الفضاء مثل SpaceX و Athena على توفير حلول رخيصة للمستخدمين لإستقبال إنترنت الفضاء والإطاحة بكل المنافسين؟
الإحتمالات كثيرة والحرب تبدو مثيرة ومشوقة جداً، ويجب على اللاعبين الصغار في مجال الإتصالات، خصوصاً في الدول النامية، الإعداد لهذه الحرب وتحديد اللاعب الأساسي الذي يضمن بقائها واستمرارها.
المصدر : Mohammed Abdulbaqi