يوم القر هو أول أيام التشريق، وهو اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو يوم عظيم في الإسلام، ففيه تتم أركان الحج الأساسية، وهي: رمي جمرة العقبة، وذبح الهدي، وحلق أو تقصير الشعر، وطواف الإفاضة, وسمي يوم القر لأن فيه يقرب المسلمون إلى الله بأعمالهم الطيبة، ويقربون من بعضهم بالتآخي والتودد.
يوم القر وأهمية أعماله وآدابه
رمي جمرة العقبة: هي أول جمرة تلقى في يوم النحر، وتقع في أقصى جنوب منى، وتسمى أيضا جمرة الكبرى. والسنة في رميها أن يلقى سبع حصيات متتابعة، كل حصاة بتكبيرة، وأن يكون بعد طلوع الشمس حتى غروبها.
والحكمة من رميها هي التخلص من شيطان الإنس والجن، والتذكير بفضل إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل عليه السلام عندما ردا على دعوات الشيطان بالحجارة.
ذبح الهدي: هو ذبح شاة أو بدنة أو جزور أو إبل كفارة للحج، أو شكرا لله على تيسيره والسنة في ذبحه أن يكون بعد رمي جمرة العقبة، وأن يشهد عليه المحرم نفسه، وأن يذكر اسم الله عليه، وأن يستقبل قبلته والحكمة من ذبحه هي التضحية بالأغلى في سبيل الله، والإحسان إلى المساكين والفقراء بإطعامهم من لحمه.
حلق أو تقصير الشعر: هو إزالة كل شعر الرأس أو جزء منه للرجال، وتقصير شبر من شعر النساء. والسنة في حلق أو تقصير الشعر أن يكون بعد ذبح الهدي، وأن يبدأ المحرم من يمين رأسه. والحكمة من حلق أو تقصير الشعر هي التجديد للروح والجسد، والتخفيف من حرارة المكان، والتطهير من دنس الإحرام.
طواف الإفاضة: هو طواف حول الكعبة سبع مرات في يوم النحر أو ما بعده. والسنة في طواف الإفاضة أن يكون بعد حلق أو تقصير الشعر، وأن يستلم المحرم الحجر الأسود والركن اليماني، وأن يرمل في الثلاثة الأولى، وأن يطوف بين الصفا والمروة سبع مرات والحكمة من طواف الإفاضة هي التعبد لله بالقرب من بيته الحرام، والتذكير بتاريخه العظيم، والتقرب إلى الله بالدعاء والذكر.
هذه هي أركان الحج التي تتم في يوم القر، وهو يوم مبارك ومفرح للمسلمين، ففيه يتحقق حلم الحجاج بزيارة بيت الله الحرام، وفيه يتنزل الله إلى سماء الدنيا فيستجيب دعاءهم ويرضى عنهم. فلنحمد الله على هذه النعمة، ولنسأله أن يتقبل منا حجنا وأعمالنا، وأن يغفر لنا ذنوبنا، وأن يجعلنا من عتقائه من النار. آمين.
